عودة معركـة المسيفـرة 17أيلول/سبتمبر 1925 كانت القوات الفرنسية متحصنة في قلب القرية المطلة على السهول المحيطة بها، وفي المعاقل المنتشرة على أطرافها ومداخلها الرئيسية، تحميها الخنادق وخطوط الأسلاك الشائكة العريضة، والآليات المدرعة، ومرابض الرشاشات الكبيرة، ومدافع الميدان الثقيلة، وقد أجمعت الأخبار الموثوقة يومئذٍ أن عددها كان يقارب الألف وخمسمائة مقاتل، بقيادة الكولونيل «أندريا Andrea»، في جملتهم جنود «الفرقة الأجنبية» ذات الشهرة ببأسها وصلابة رجالها في القتال. في الصباح تقدم سلطان بمن معه إلى «تلول خليف» ليغيروا منها على القوات القادمة لنجدة العدو، ويخففوا الضغط المتزايد على الثوار الملتحمين مع العدو داخل القرية، فسيطروا على طريق الكرك ـ المسيفرة، وعلى طريق درعا ـ المسيفرة، ثمّ شنّت الخيالة بقيادة علي ذوقان الأطرش هجوماً كبيراً على جناح العدو الأيسر بقصد تدمير مواقعه الرئيسية، وإخماد نيران أسلحته الثقيلة من هذه الجهة ولكنها فوجئت بسيل من القذائف الجوية التي تساقطت عليها من أسراب الطائرات الحربية، فتراجعت بعد أن تكبدت خسائر كبيرة بالأرواح. وفي الوقت نفسه، كان الأبطال داخل القرية يجهزون على القوات الفرنسية المتمركزة في بعض بيوتها، ويبدون من البسالة في مواجهة الرشاشات المصوبة عليهم من داخل القرية وخارجها، في آن واحد، ما يعجز الإنسان عن وصفه. واستمروا على ذلك حتى ثبّتوا أقدامهم فيها، واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، والمواد الغذائية، ووضعوا أيديهم على اصطبلات الخيول الفرنسية.