سلطان باشا الأطرش - أهم المعارك
 
 
عودة معركـة المـزرعة: 2-3 آب / أغسطس 1925
بدأ جيش فرنسا بقيادة الجنرال ميشو (Michaud) بالزحف إلى مدينة السويداء، وكان تعداد الحملة 13000 جندي وضابط فرنسي. قابلهم الثوار الذي بلغ عددهم حوالى 400 ثائر بقيادة سلطان باشا الأطرش قرب قرية المزرعة. كان العدو قد نشر في السهل المنبسط، شرقي «تل الخروف» وجنوبه، عدداً كبيراً من القناصة ورماة الرشاشات، الذين تواروا خلف متاريس حصينة مموَّهة. اصطدم الثوار بمجموعة يتكوّن منها آخر القسم الأول من الجيش الفرنسي المتقدم، وقتلوا عشر من جنودها، وغنموا بعض البغال المحملة بالأسلحة والذخائر، وعادوا وهم يردّدون أهازيج النصر إلى قراصة.. ولما رأى الثوار الآخرون ما رأوه من فعلهم، انقضوا بدورهم على مجموعات أخرى من فصائل الجند، وكان في مقدمتهم فرسان قرية نجران الأشاوس، فخاضوا معركة عنيفة حققوا فيها نصراً مؤزراً وغنموا كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الحربي والبغال، وساقوا معهم عشرات الأسرى. لقد اندحرت الحملة الفرنسية اندحاراً كاملاً، وتبعثرت جثث قتلاها وهياكل مدرعاتها، وآلياتها المختلفة وأسلحتها الثقيلة بين السهول الممتدة من المزرعة شرقاً حتى قرية الدور ومشارف بصر الحرير غرباً. واستطاع العديد من ضباطها وجنودها أن يفلتوا من الأسر، على الرغم من ملاحقة خيالتنا لهم، فوصلت آخر أفواجهم إلى محطة ازرع مساء ذلك اليوم وهي خائرة القوى. لقد اختلفت الروايات وتناقضت في ذكر عدد الجنود الذين كانت حملة «ميشو» تتألف منهم، اختلافها وتناقضها في ذكر عوامل هزيمتها وأسباب اندحارها. ذكر بعض الأسرى من ضباط الحملة نفسها الذين قالوا بأنها تتألف من ثلاثة عشر ألف جندي، بحسب المعلومات التي كانت تنتقل إليهم من رؤسائهم، أو من خلال مشاهداتهم الشخصية لأرتالها المتحركة من دمشق إلى ازرع. أما ما خلفته هذه الحملة في ميدان المعركة، من حطام الآليات المدرعة والمدافع، والرشاشات والبنادق وصناديق الذخيرة والخيول والبغال وعربات النقل والخيام والأمتعة والمواد الغذائية، فكانت مقاديره كبيرة غنمها الثوار البواسل. وبعد ذلك انتقل الثوار بقيادة سلطان باشا الأطرش إلى السويداء لتشديد الحصار على القلعة، فبقيت محاصرة أكثر من شهرين. وقبل أن تبدأ عملية قصف القلعة بالمدافع، كانت السلطة الفرنسية قد أرسلت وفداً مؤلفاً من: الكابتن رينو، يوسف الشدياق وعبد الله النجار من أجل طلب الهدنة وفتح باب المفاوضات للصلح، فوافق سلطان الأطرش على إخراج النساء والأطفال الفرنسيين من القلعة، وكذلك الغرباء الذين لجؤوا إليها مع الفرنسيين، وعددهم يقرب من الخمسين فتمّ ذلك بإشراف عبد الله النجار، الذي أحضر السيارات إلى القلعة لنقلهم إلى دمشق، تحت حراسة رجال الجبل. ومع أن القصف كان يحدث بعض التهديم في سور القلعة، ويشعل بعض الحرائق في داخلها، كما أسكت مدفعين من المدافع المصوّبة على المدينة، مما أربك الفرنسيين المحاصرين وبعث الحماسة والعزة في نفوس الثوار والمواطنين، فإن الخنادق والاستحكامات التي أمر «توما مارتان» بحفرها وإقامتها داخل القلعة، وأكياس الرمل التي كانت توضع عند الثغرات المفتوحة بسرعة فائقة، والإمدادات التي كانت تصلهم يومياً بواسطة الطائرات، والغارات الجوية المتواصلة على الثوار المرابطين حولها.. كل ذلك قد حال دون الاستيلاء عليها. إن معركة المزرعة لم تقلق الدوائر الفرنسية العليا في الشرق فحسب، وإنما شغلت بال الحكومة الفرنسية نفسها، ونوقش موضوعها في البرلمان الفرنسي، واهتمت بها كبريات الصحف الباريسية ونشرت أخبارها وعلّقت عليها. كما تناولتها بالتعليق أيضاً بعض الصحف الأوروبية في لندن وروما وبرلين. لذلك كله، لم تجد السلطة الفرنسية ما يغنيها عن طلب الهدنة ووقف القتال في الجبل تمهيداً لصلح دائم تعقده مع الثوار، قبل أن يستجيب لنداء الثورة زعماء الحركة الوطنية بدمشق، ويفسح المجال أمام نشرها في بقية أرجاء الوطن، فيتعرض الوجود الفرنسي في الشرق كله لخطر الزوال. في الثامن من شهر آب عام 1925، حضر عبد الله النجار إلى قرية الثعلة حيث كان سلطان باشا الأطرش مجتمعاً مع بعض وجوه الجبل، فعرض عليهم فكرة الهدنة والمفاوضات من أجل الصلح، ورغب أن يقدم سلطان الأطرش شروطه المبدئية لذلك، فاتفق مع الحاضرين على تقديم الشروط التالية: - تبدأ المفاوضة بحضور الأمير فؤاد أرسلان، بالإضافة إلى أعضاء الوفد المشار إليهم. - المدة القصوى للمفاوضة ثلاثة أيام. - إطلاق سراح المنفيين من زعماء الجبل والمعتقلين من شبابه، مقابل تسليم الأسرى الفرنسيين، ولا يرضى الثوار إلا باستقلال سورية ووحدتها الكاملة، وإقامة حكم وطني دستوري فيها. - وقف الغارات الجوية على قرى الجبل، ووقف ضرب المدفعية من قلعة السويداء. وأخيراً وصل وفد من دمشق، في 17 آب، يتألف من: أسعد البكري، توفيق الحلبي وزكي الدروبي، فأعلنوا تأييدهم للثورة باسم الحركة الوطنية بدمشق، وأكدوا لسلطان باشا الأطرش استعداد المواطنين في سورية عامة للمشاركة الفعلية بها، وتقديم العون المادي والمعنوي لها في الحال.

Battle of Al-Mazraa: 2-3 of August 1925.

(Translated by Moutassem Abou-Hamdan)

The French army under the leadership of General Michaud started marching towards Swieda.  He had an army of 13000 officers and soldiers.  The revolutionary army, which was about 400 fighters, that was led by Sultan Pasha Al-Attrache met them near Al-Mazraa.  The French enemy at that time had placed a great number of snipers and automatic weapons holders in the flat field east and south of Tal Al-Kharouf, they hid behind barricades and camouflaged bunkers.  A group of the revolutionary army first clashed with the tail end of the first group of the marching French army.  They killed 10 and seized a lot of their weapons and artillery and the mules that were carrying their ammunitions.

When that group of the revolutionary army was coming back chanting the songs of victory, others from the brave cavalry of Nijran swooped groups of the French army killing a number of them and seizing more artillery and captured tens of prisoners of war.  The French army suffered a severe loss as a result and retreated.  Their dead soldiers and destroyed machines were seen all over from the meadows in Mazraa eastwards to the village of Dour nearby Basr Al-Hareer westwards.  A number of the French prisoners of war managed to escape and got back with the defeated army to Izraa station.

The stories that were told about this battle conflict about the true numbers of the French army that were involved, the artillery that was seized as well as the reasons that led to the defeat of the French army.  But the fact of the matter is that the revolutionary army has seized and destroyed a lot of French army artillery.

الصفحة الرئيسية
لماذا هذا الموقع
السيرة الذاتية
بيان إلى السلاح
أهم المعارك
وصية سلطان باشا الأطرش
مقالات
في عيون الشعر
وثائق
تسجيلات
معرض الصور
أهم المراجع