من الأسباب التي تذرعت بها السلطة العثمانية في إعداد هذه الحملة وإرسالها إلى الجبل، هو أن خلافاً قد حصل بين أهالي بصرى الحوارنة وأهالي القريّا الدروز، أدى إلى اشتباك قُتل فيه بعض الأفراد من الفريقين ثم اتسع نطاق الخلاف، فشمل قرى أخرى من حوران والجبل، سقط على إثره عدد أكبر من القتلى.
غير أن السلطة العثمانية أبت إلا أن تستغل هذه الحوادث التي كان حلها ممكناً فاتخذتها ذريعة ـ كما أسلفت ـ لإرسال الحملة المذكورة على الجبل، وكانت تتألف من نحو ثلاثين ألف جندي، مقرها بلدة درعا بقصد إنزال ضربة قاصمة بالدروز الذين أصبح جبلهم، منذ مطلع هذا القرن حمىً منيعاً يلجأ إليه أحرار العرب من كل حدب وصوب و اتجهت نحو مدينة السويداء، ودخلتها في 25 أيلول عام 1910.
وقد قاوم سلطان الأطرش مع والده ذوقان هذه الحملة، وكبدها أهل جبل العرب خسائر كبيرة.
تم نتيجتها تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بذوقان الأطرش يوم الأحد في 5 آذار 1911.
لقد كان المقاومون في جبل العرب رحمهم الله أباة ضيم وثواراً مجاهدين من أجل حرية بلادهم واستقلال أمتهم، قبل أن تلقى القافلة الأخرى الكبيرة من أحرار العرب وجه ربها على أعواد المشانق في السادس من أيار عام 1916.
|